صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/229

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الصور المقدسة لأن ذلك الأسلوب قد أصبح في زمانه بمثابة الزي المصطلح عليه لتمثيل « الشخوص » المحوطة بهالة من القداسة والرعاية المثالية ، ولكنه يثوب الى بصره فيعتمد عليه فيما يرسمه من المناظر اليومية والشخوص التي لا يحيطها بتلك الهالة من القداسة والتحيل ، وهذه وسيلة من وسائل التمييز بين الأنماط والأساليب وبين أسباب الاختيار فيها والاضطرار لم تكن معروفة قبل ارتقاء علم البصريات وأدوات الفحص عن وقع المسافات والمرئيات في النظر المنحرف والنظر ويؤخذ من بحث لطبيب جراح من أطباء العيون أن نسبة الحسر في طلاب التصوير أكبر من النسبة العامة بين غير المصورين : « ففي احصاء للتلاميذ والأساتذة في مدرسة الفنون الجميلة بباريس عند أوائل القرن العشرين ظهر أن المصابين بالحسر أكثر من ستين من مائة وثمانية وعشرين، وان نسبة طول البصر في المدرسة كلها سبعة وعشرون في المائة ، على حين أن نسبتهم في عموم الناس ثلاثة أمثال المصابين بالانحسار » . قال الطبيب : « ومما يدعو الى الدهشة كثرة المصابين بالحسر بين أساتذة المدرسة التأثرية أو الأحساسيةImpressionists فمن المرجح أن مونيه Monet كان محسورا ، ولكن الحسر محقق عند سیزان Cezanne وديجاس Degas ومفهوم على وجه يكاد أن يكون أكيدا عند رينوار Renoir الذي يحكى قولار Vollard أنه كان في الرابعة والستين يقرب الأشياء من بصره ليتثبت منها وهي السن التي لا يستطيع غير المحسورين أن يتثبتوا فيها من رؤية قريبة بغير نظارة محدبة . وقد كان بيسارو Pissaro محسورا أيضا مع اضطراب في القرنية أصيب به في طفولته من أثر القروح . وكذلك كان ديران Derain وبراك Braque وماتيس م - 15 القرن العشرون ۲۲۵