صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/231

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

ما يقام على قاعدة مفهومة – ولو أقيم على قاعدة مهدومة من قبل - فهو مذهب من مذاهب التحديد يضيف الى ثروة الفن والأدب ويصلح البقاء الى حين .

وستغنم الانسانية كثيرا من هذا الفيصل الصادق بين أعراض السقم في الآداب والفنون وما ينشأ فيها من المذاهب المطبوعة والمدارس الجدية. فما من شيء أضر بالأذواق والعقول من أن تساق اليهم أعراض المرض كأنها فتح من فتوح التقدم يتهافتون عليه ويروضون أذواقهم وعقولهم على محاكاته، وشر ما يبتلى به مريض النفس والذوق أن يغتبط بدائه ويتمادي في تمكينه ، وهو -لولا ذلك- خليق أن يأسف له ويبحث عن دوائه . ونحن منذ اليوم نحس أن غواية البدع السقيمة تنهزم سنة بعد سنة أمام حقائق العلم ودراسات الطبائع والأخلاق . فاذا انتهت كشوف القرن العشرين في هذا الباب بالتمييز بين فوضى الفن وقواعده فأنعم به من ختام لا تنقضي حسناته ومزاياه .


۲۲۷