صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/217

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وكفايته ، وكلاهما رابح اذا عرف أين يعطى وأين يأخذ من قسمة الخلق بين الجنسين . ليس في الطبيعة ظاهرة محسوسة يتجلى فيها توزيع العمل وتتمثل فيها هذه الشركة كما نراها في المقابلة بين وظائف الجنسين ، فكل مخلوق انسانی آنها شاهد في تكوينه على هذه الوظائف المتقابلة في تركيب هو بنية الذكر وبنية الأنثى ، ومن الفهم أن يسبق الى الظن أن هذا التقابل في تركيب الجنسين ينتهى عند أعضاء الجسد ولا يستدعى معه تقابلا في استعداد العاطفة والفكر والبديهة الخفية التي نحسها أحيانا وتحتجب عن الحس أحيانا أخرى ، لعلها أعمق وأقوى مما ندركه نحن رجالا ونساء هذه المحسوسات والمسألة – بعد ينبغى أن تخرج من أفق التنازع على الحقوق والكفايات الى أفقها الذي تدور فيه الى مستقرها ، كيفما كان القرار . ومن الغلو في الأمل أن تترقب حلها في البقية الباقية من القرن العشرين ، ولكننا نتحدث عن أمل قريب – ان لم يكن أملا محققا فيما نراه اليوم اذا رجونا أن توضع قضية المرأة موضعها الصحيح بعد جيل أو جيلين ، فينقضى الدور الذي بدأ بالخصومة بين المرأة والرجل ، ويتبعه دور يعملان فيه عمل الشريكين اللذين يتقاسمان الواجب كما يتقاسمان الحق ، ويحذران الخسارة لأنها خسارة في الحصتين -

ولا شك أن حالة الأسرة أدل من . حالة الطبقة على نصيب المجتمع من السلامة والاستقامة . اذ كنا نطلع من حالة الطبقة على أوضاع اجتماعية واقتصادية قلما تتخطاها الى ما وراءها الا على سبيل الاستطراد ، في حين أننا نستلهم من حالة الأسرة حكمة الطبيعة في تقسيم الجنسين ونهتدى ۲۱۳