صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/209

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عن تخوم أن ينظم الجيش بقيادته ويستغل سمعته في الحروب الأفريقية للاستثار بالسلطة في حروب الدفاع الشمال ، وجر هذا الاستثار الى انقسام الدولة بين جيش الوطن بقيادته وجيش الولايات بقيادة كرنيلوس سولا ، ووقعت بين الفريقين معارك عنيفة لم تنحسم قبل انقضاء سنوات في القلاقل والفتن والأزمات ، خرج منها ( سولا ) منتصرا على ماريوس حوالي سنة احدى وثمانين قبل الميلاد فدانت له الدولة بالطاعة حوالي سنتين ، ولم تنقض شهور على موت سولا ( سنة 78 ق . م ) حتى تجددت المساعي الحثيثة التي تتجه من كل جانب الى هدم النظم الجمهورية واقامة السلطان المطلق بزعامة هـذا أو ذاك من القادة المتنافسين ، وفي هذه الفترة نشبت ثورة سبارتاكوس فوجدت لها أشياعا أشتات الأسرى الذين جاءت بهم حروب الرومان في تراقية – وطن سبارتاكوس - وبلاد العال وسائر أرجاء الدولة الواسعة ، وكان منهم أناس لحقوا بالجيش وتدربوا فيه على الأعمال الحربية وأناس آخرون من رعـاة الجنوب في ايطاليا ممن كانوا يحملون السلاح لحماية قطعانهم Latifundia ويشتبكون في حروب كحروب العصابات كلما ضعف سلطان الحكومة القائية . فانقاد لسبارتاكوس - جيش كبير من المقاتلة والمصارعين بعضهم من الأرقاء وبعضهم من الشذاذ النافرين ، وتمكن من الانتصار على جيش الدولة بقليل من العناء ( ۷۳ ق . م ) ثم هزم الجيوش التي جردت لقتاله بقيادة القناصل والولاة في بلاد العال ، واستشرى خطبه حتى كاد أن يحكم البلاد الايطالية فيما وراء العاصمة ، ولم تقدر عليه الحكومة بجيوشها التي تخلفت من أيام النزاع وانقسام الولاء بين القادة ، حتى تصدى للأمر رجل من رجال ( سولا ) الكفاة شو القائد كراسوس ، فجند لقتاله جيشا جديدا تولى تدريبه وتنظيمه على يديه ، ودارت - ۳۰۵