صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/210

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الدائرة على سبارتاكوس في معركة أبوليا Aulia ( ۷۱ ق . م ) . وقد كاد أن يفلت بفلول جيشه على أسطول من السفن الصغيرة عنـد مسينا ، ثم تبين أن الثائرين لم يكونوا جميعا من الأرقاء المملوكين لسادة معروفين وأحصى منهم نحو ستة آلاف لم يعرف لهم سادة يملكونهم ولم تكن لأكثرهم سابقة في الرق ، وانما كانوا مع طائفة من الفلول الهاربين ثوارا على الظلم والخلل وطلابا للحرية والحقوق الانسانية .. « والمعروف عن ثورة صاحب الزنج في الدولة العباسية أكثر مما عرف عن ثورة الأرقاء في الدولة الرومانية ، لأنها حدثت في عهد تاريخي وافر المراجع والمآخذ قريب بالنسبة الينا في أحواله وأوقاته ومصادر دعوته ودعواه . وقد كانت الدعوة والدعوى معا كأوهن ما تكون الدعوات والدعاوى من السخف والتضليل ، ولكنهما فعلنا فعلهما المعهود مع ضعف الدولة واحتشاد الثوار في مكان واحد وسهولة انتحال الحجة التي يستند اليها الثائر على الدولة القائمة في أعنف أوقات النزاع بين العباسيين أصحاب السلطان والعلويين أصحاب الحق في عقيدة الأكثرين من أبناء الاقليم وما جاوره من الأقاليم .. ورواية أخبار هذه الثورة من وجهة نظر غربية أدنى الى التناسق مع أخبار الثورات من قبيلها في تاريخ اليونان والرومان ، ولهذا نرويها هنا كما لخصها ( سير وليام موير ) Muir في كتابه عن تاريخ اضمحلال الخلافة اذ يقول من أخبار سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة ( 869 م ) ما يلي ان فتنة الزنج أشاعت الذعر والفناك من حولها خمس عشرة سنة ، وكان زعيمها فارسيا انتحل النسب الى علي بن أبي طالب ، فكان يدعو أول الأمر بهذه الصفة الى بعض الآداب الروحية ثم ما عتم أن كشف عن خبيئته فاذا هو متمرد منتفض يسري عليه لقب الخبيث . وكان يحوم . A