صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/208

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الأرقاء على اسبرطة ، قياسا على اشتهار الأنظمة الرومانية واشتباكها بالأمم المحيطة بها ، فلا ينظر المؤرخ في تفصيلات الحوادث التي انتهت بنشوب ثورة سبارتاكوس الا وجد فيها جميع العوامل التي تخلف هذه الثورات من الأزمات السياسية والاقتصادية الى هزائم الحروب وسقوط الهيئة الى تحريض الدعاية وامكان حشد الثائرين في صعيد واحد . « تعاقبت الغارات على رومة من برابرة الشمال في القرن الأول، قبل الميلاد ، وانقسم ولاء الجيوش الرومانية بين المشرق والمغرب وتضعضعت الحكومات القنصلية أو الشبيهة بالجمهورية ومهدت الطريق القيام سلطان الاستبداد وظهور الحاكمين بأمرهم من القادة وزعماء العشائر ، وخابت آمال المصلحين في برامج الاصلاح ، ومنها تقييد الملكية الزراعية ورسم الخطط الواسعة لتوزيع الأرض والثروة بين الملاك الكبار والصغار بالتدريج · « وكان الاخوان طيبريوس وجايوس جراشی Gracchi قد استنفدا الحيل في اقناع العلية وأعضاء مجلس الشيوخ باعادة توزيع الأرض العامة لزيادة عدد الملاك الصغار ، واستصدر أولهما من مجلس الشيوخ قرارا بالحد الأقصى للأرض الزراعية العامة فجعله ثلثمائة فدان ( سنة 133 ق.م ) ثم جاء أخوه فأراد أن يتوسع في تعميم الحقوق السياسية وأنشأ طائفة من المشترعين دون طائفة الشيوخ وكل اليها الحق في محاسبة الولاة السابقين ومن اليهم من رجال الدولة وكانت هذه المنازعات عـلى الحقوق السياسية والحقوق المدنية بداءة الانقسام بين طوائف العلمية المجتمع الروماني القديم . واتفق هذا في الوقت الذي تتابعت سادة الحاميات G فيه غارات البرابرة الشماليين على تخوم الدولة ، فكان عجر العسكرية عن صد المغيرين حجة مقنعة سوغت لمقائد جايوس ماريوس ۲۰۶