صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/207

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الأرقاء ولا أرقاء ( سبارتاكوس ) أو أرقاء الهيلوت والضواحيين عمالا مسخرين في صناعة كبرى أو صغرى ، بل كانوا فلاحين أو حفارين في المناجم أو حمالين على الشواطيء ، جمعتهم أماكن عملهم ووحدت الشكاية ووحدة المصلحة بينهم ، فخرجوا في تلك الحركات الاجتماعية قبل عصر الصناعة الكبرى بأكثر من عشرين قرنا في الزمن القديم ونحو عشرة قرون في زمن الاسلام . « وعملت في كل حركة من هذه الحركات الاجتماعية عواملها المشتركة التي لابد منها في جميع العهود ، وهي عوامل الدعاية والقيادة والهزيمة أو سقوط الهيبة وظهور العجز عن تدبير الأمور من قبل الهيئة الحاكمة . « ولا نعلم على التحقيق كيف كانت دعاية الثورة المصرية بعد عهد الأهرامات ، ولكن تفرق الدعاة والأسر في الوجه القبلى على الخصوص ، مع شيوع الشكوى بين الفلاحين قد يدل على دخيلة الدعوة التي جذبت كل فريق من الثائرين الى زعيم من زعماء الأسر وطلاب العروش . « أما ثورة الهيلوت فالمعروف عنها كثير ، ومن هذا الذي عرف عنها آنها رزقت القيادة الحسنة على يدى أرستومين Aristomene وأرستديمس Aristodemus وجـاءتها دسائس الفتنـة الخارجية من جانب الفـرس مسخرين لها أناسا من الطامحين الى الملك على رأسهم القائد بوزانيوس Pausanius وأناسا من رؤساء العصابات كانوا على خطر دائم من الشرطة الخفية المختصة بتعقب الأرقاء البارزين بين صفوف أبناء جلدتهم وكانت لهم خفية خاصة تترصدهم يسمونها الكريتية Krypteia وتشبه الخفية القيصرية قبل الثورة الشيوعية في نظام التجسس وحبائل الايقاع والاستطلاع والمعروف عن ثورة الأرقاء على رومة أكثر من المعروف عن ثورة ۲ ۰ ۳