صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/20

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مصادر الغذاء الضوئية التي تنصب على سطح الكرة الأرضية ، على أن هذا القسط لو خلص أيضا للتغذية لكان كافيا لعشرة أمثال - سكانها . « فمحصول الأرض الزراعية لا يكفينا الآن لما يصاب به من ألوان النقص في نظام تدبيرنا للأطعمة . اذ يستخدم نصف المحصول على وجه التقريب في الطعام الحيوانات الداجنة ، وانما يأكل الحيوان جزءا من النبات ويعطينا منه أغذية حيوانية كاللحم واللبن والبيض ونحوها مما يتألف منه عشر أسعار الحرارة ، أي أنا نعطي الحيوان مائة . سعر يستنفد تسعين منها ويعطينا عشرة . « ويعرض للمحصول نقص آخر من أن الانسان لا يأكل جميع النبات . بل يأخذ حبة القمح مثلا ويدع القشور والجذور ويقدر ما يأكله بنحو عشرين في المائة جملته . وليس الغذاء بعد هذا خالصا للانسان والحيوان الداجن ، لأن الأحياء الأخرى من الحشرات وجراثيم الأوبئة محصول النبات الذي كان للإنسان أن يستأثر من تلتهم نحو لولا ذاك ، ولهذه العوارض لا يقى من محصول الأرض الا ما يكاد یکنی سكانها الموجودين ، « والعالم في الواقع يربى محصوله من المادة الغذائية الصالحة على الحاجة الضرورية ، اذ هو ينتج مائة وخمسين طنا لكل فرد انساني لا تزيد حاجته منها على ثلاثة أعشار الطن الواحد ، فلولا تلك الموارض لكان لدينا وفر من الطعام . ۱۶ به . « ويجرى توزيع الطعام على حسب المواقع الأرضية . فيبلغ على الأرض الآن بليونين وأربعة أعشار البليون من الأفدنة المزروعة ، أي فدان على وجه التقريب لكل انسان ، ولكن سكان الأرض موزعون