صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/199

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قبلها ، وهي كلها مناطق المناجم كما تزداد الواردات من البضائع والسلع المستنفدة .. »(1). وهذه الموارد التي ذكرها الخبير المطلع لا تستوعب جميع الموارد المعروفة ولا جميع الموارد التي يمكن أن تعرف من موارد موجودة مهيأة للتثمير والاستغلال بأدوات المصانع العصرية ، ولكنها غير الموارد المدخرة للتشمير والاستقلال من ينابيع غير معهـودة ولا مطروقة في الصناعة العصرية ، ونريد بها موارد الثروة التي يمكن أن تستخرج من اصلاح الصحاري الكبرى واستخدام أجوائها وشواطئها لخلق المناخ الملائم والتربة الغنية بثمراتها الزراعية والصناعية .. فهذه اذن قارة مستوفية لعتادها على أهبة لمجاراة أغنى القارات وأرقاها في تزويد العالم بمطالبه وضروراته ، لا تعوزها كيما تتم أهبتها الا أن يملك أهلها عدتهم من الحرية والدراية ، فهل يمر الزمن دون أن يقترب ذلك اليوم الذي يستوفى لها عتادها كما استوفت حرية أهلها ودرايتهم موارد الصناعة والزراعة : وهل ترجع الى أمسها المظلم أو تتقدم الى مستقبلها ومستقبل العالم معها ? قبل أن ينتهى القرن العشرون ستعلم الدنيا المتطلعة مدى الخطوات التي تقدم بها قارة الغد الى مصيرها ، وسترى أن تذليل مصاعب التقدم أهون جدا من الصعوبة التي تواجه العقل حين يتخيلها ناكصة على عقبيها مديرة الى ما كانت عليه يوم كانت كهفا مغلقا أو فرقة متنحية عن مكانها من صفوف الأمم في ركب على هـذا – أن وصف القارة الأفريقية الحضارة . ونحسب « بالتنحى » عن الركب ظلم لا تقره دعوى التشوئيين اذ يتبعون أول خطوة خطاها البشر من حظيرة الحيوان الأعجم فيرجعون بها الى مجاهل (۱) من مقال ملخص عن سترداي ايفننج بوست نشرته مجلة المختار من در عتادها من عدد دسمبر - - ۱۹۵۸ 1 ۱۹۵