صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/198

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

داخل القارة مواز لسواحلها العربية ، وعلى هذا المنحدر الذي يشمل معظم الجانب الأدنى من أفريقية تنساق الأنهار الكبرى الى الجريان فوق شلالات قبل أن تنصب في المحيط الأطلسي . ولقد كانت هذه الشلالات حواجز منيعة في وجه السفن البحرية ، فتأخر اكتشاف ما وراءها .. ولكن هذه الشلالات والمساقط تعتبر الآن بالنظر إلى أفريقية التي أفضت بأسرارها للطائرات عشرات من أمثال شلال نياجرا وهي تنتظر الترويض والاستغلال. وهناك مستودعان كبيران لتوليد الكهرباء من مساقط المياه في طريقهما الى الظهور الآن . فنهر زامبیزى يقوم عليه خزان کاريبي الذي شارك البنك الدولي في تمويله وسيمد المناجم والمصانع في روديسيا بالقوى المحركة الوافرة ، ولسوف يكون للكاميرون الفرنسي قريبا خزان في اقليم ايديا على نهر ساجانا ، وهناك مشروع خزان أنجا على نهر الكونغو في الكونغو البلجيكية ، وهو مشروع يبلغ من الضخامة أن تساوى القوى المولدة منه بعد تمامه خمس القوى التي تتولد في الولايات المتحدة ، وعدا هذا وضعت الطبيعة الى جانب كل منطقة لتوليد الكهرباء على وجه التقريب مستودعات منجمية لا مثيل لها من البوكسيت الذي يكفى لتزويد العالم كله بمعدن الألمنيوم عدة أجيال . وقد حدث تطور لا بأس به في وسائل المواصلات . فان خطوط الطيران التي تستخدم الطائرات الحديثة وتقدم أحسن الخدمات تعبر سماء القارة ذهابا وجيئة في كثير من الاتجاهات . ويقتحم شريط السكة الحديدية طريقها الى داخل القارة ، وأصبح في مقدور سيارة نقل أن تبدأ رحلتها في الشاطيء الشرقي عند موزنبيق وتمضي الى الساحل الغربي فوق طرق ممهدة يتصل بعضها ببعض خلال روديسيا وأنجولا ، وأنشئت في كل مكان على كلا الشاطئين موانىء جديدة .. وتزداد الأجور زيادة مطردة لا سيما على طول الشاطيء وفى

١٩٤