صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/197

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

على فهم ورضى أيسر من تسخيره على الرغم منه أو الاستغناء عنه في تدبير مرافقي بلاده - . يقول الخبير الاقتصادي كلارانس راندال : « ان المارد النائم يستيقظ ، وان قلب أفريقية في الشرق والغرب وفى الشمال والجنوب يخفق بآمال جديدة ومطامح جـديدة ، وان الأفريقيين مستعدون أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم وأن يقرروا مصيرهم بأيديهم . ان الروح الاستقلالية التي كانت سائدة بيننا في عام 1776 أصبحت الآن منتشرة في هذه البلاد الشاسعة حيث تكونت من البراري أمم جديدة لها نفس التصميم والجرأة اللذين امتاز بهما الرواد الأوائل من أسلافنا . وأفريقية التي كانت قارة عريقة في القدم يوم ولد متو شالح قررت اليوم أن تندفع قدما الى حضارة القرن العشرين ، وهي في ميزان القوى موفورة الثراء في الموارد الطبعية التي سيحتاج اليها العالم الصناعي ذات يوم ، ولاتحاد أفريقية الجنوبية مستوى عال من الرخاء القائم على أساس من مناجم الذهب والماس والأورانيوم ، ولاتحاد روديسيا ونياسالاند أعظم مستودعات النحاس والكروم في العالم ، واكتشفت أنجولا النفط في أراضيها ، وفى الكونغو البلجيكية معدن الكوبالت والأورانيوم وصناعة الماس ، وتستعد أفريقية الاستوائية الفرنسية لاقامة مشروع ضخم لخامة المنجنيز . وفى نياجرا الصفيح والكوبلت ، وفى ليبيريا وأفريقية الغربية الفرنسية خام الحديد ، وفي غانة تكثر أشجار الموجنة حتى لتصنع منها سلال المشروبات الخفيفة وتستعمل أخشابها في الشئون العادية . وان أعظم موارد القوى الكامنة على كل حال لهى القوة الرائعة التي لا حدود لها : قوة توليد الكهرباء من مساقط الماء . ففى العصور الجيولوجية عندما تكونت القارة الأفريقية ألفي منحدر هائل من المحيط الأطلسي الى م – 13 القرن العشرين ۱۹۳