صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/193

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

تجمع الاحصاءات الدقيقة والبيانات الوافية ، وان تضع أمام المسئولين في كل أمة تقديرا نافعا يلاحظونه في استخراج محصولاتهم ومصنوعاتهم فلا تضيع الجهود عبثا في زيادة صنف لا يطلب أو نزارة صنف مطلوب .

« والحواجز المصطنعة التي تقام بين المعسكرين المتقابلين لا تثبت طويلا أمام الضرورات الحقيقية التي يحبها الناس في أرجاء الـكرة الأرضية ، والاخطار الملفقة التي يخلقها الحاكمون لحماية أنفسهم تتطلب من الأمم فوق طاقتها وتدفعها جميعا الى اخطار حقيقية يعجز الحاكمون عن اخفائها »

« .. وليست العقبات في طريق التعاون بين الأمم وليدة اليوم ولا هي مما يزول غدا كل الزوال ، ولكنها صحبت الانسان في عمله لذات نفسه وعمله لأهله وقومه ولا تزال تصحبه حيث كان ، لا يصلحها ولا يخفف ضررها الا ما يخفف كل ضرر اجتماعي من تطور الأخـلاق وتطور الضمانات التي تكف عدوان المعتدى وتكفل للمصاب بالضرر أن يدفعه عنه بقوة العرف والقانون أو قوة الاتحاد بين المشتركين في المصاب الواحد ، وعلى هذه الوتيرة زالت عقبات كثيرة بالأمس وتزول غـدا عقبات كثيرة لا مناص من زوالها مع تبدل الأحوال .

« ولنرجع الى مثل القرية التي عالجت شئونها في مشكلات العملة والمقايضة والرهن والضمان وسائر ما هنالك أشاه هذه المشكلات . فالتاجر الذي يملك في القرية مالا يقرضه لأناس من أهلها ويشارك به أناسا آخرين في الزرع والماشية يكسب بهذا المـال جاها يستغله في المشروع وغير المشروع من مآربه ولباناته . وقد يستغله في ابتزاز الحقوق وهتك الأعراض وايذاء الأبرياء ، ولكنه لا يجعل هذا العمل قاعـدة يعلنها ولا هو يعترف به اذا اتهمه به أحد ضحاياه ، ويختلف نصيب التاجر



۱۸۹