صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/185

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

السلطة من تضارب أساسي بين أسلوب المعيشة الذي يؤدي اليه توزع وتوزع العمل وتوزع الثروة على كلتا الطريقتين : طريقة الديمقراطية وطريقة الشيوعية على وجهتها التي تتجه اليها

  • * *

وغير بعيد الممهدات الكثيرة للتوفيق بين مذاهب الشرق والغرب – أن يقع المحظور قبل بلوغ الأمد المنظور ، فان الخطر لا يطرأ من تباين المذاهب أو البرامج في جميع الأحوال ، بل كثيرا ما يطرأ من تنازع القائمين عليها والمتولين لتنفيذها ، خوفا على أنظمة الحكم التي تسندهم أو عجزا عن التفاهم بينهم وبين أعدائهم في الداخل والخارج ، أو صرفا لأنظار الشعوب عن أسباب القلق والشكاية ، وما هي الا خطوة تزل بها القدم فيستعصى على حكمة العالم كله أن يؤمنوا عواقبها قبل فوات أوانها ، وقد حدث ذلك في التاريخ القريب كما حدث في التاريخ البعيد فوقعت الحروب لغير ضرورة عامة تستلزمها ولم يكن من الحتم وقوعها لأسبابها العارضة ، فما يحسب أحد من المؤرخين لحوادث الحربين العالميتين يعتقد أن حادثة سيراجيفو أو حادثة دان

دانرج كاننا توجبان الحرب

ضربة لازمة لولا سوء التقدير من الحاكمين وولاة الأمور ، ومثل هذا قد يحدث غدا فتتبعه الحرب الثالثة وتدفع بالعالم الانساني الى الهاوية التي لا نجاة له منها كما نجا من الحروب الغابرة ، قبل اختراع النووية والصواريخ الموجهة وما اليها من أسلحة الفناء والدمار . ذلك كله غير مستحيل ، الا أننا حريون ان نذكر أن ضوابط السلم في العالم قد بلغت في عصرنا هذا ما لم تبلغه قط في عصور التاريخ القريبة أو البعيدة ، واننا في عصر لا تؤمن فيه غوائل الحروب على المنهزمين والمنتصرين ولا يسهل فيه الهجوم على الحرب قبل استنفاد كل حيلة القذائف P ۱۸۱