صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/183

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وثقة برسالة الرجل الأبيض وأمانته المنوطة بجنسه دون سائر الأجناس البشرية ، وهي أمانة السيادة على جميع تلك الأجناس - أما البحث العلمي الذي يسفر عن التسوية في الأصول والفروع بين أبناء النوع الانساني فهو كما تقدم – من ولائد القرن العشرين لم يسبق اليه فيما مضى من القرون ، وهو احدى علامات الزمن ولو قيل انه بلغ ما ما بلغه في القرن العشرين لحـداثة البحث في علم الانسان وعلم الأجناس . فان الاهتمام بهذا البحث هو نفسه علامة كبرى من علامات الزمن جاءت في أوانها على قدر مع سائر البحوث التي تجنح بالأمم طوعا أو كرها الى التضامن والوحدة الانسانية . 1- ا عن وكل علامة من علامات الزمن لها شأنها ولها دلالتها ، ولكننا لا نغلو بها فنجعلها في قوة الحكم الملزم للناس بالطاعة والاتباع ، فقد يؤمن الناس بالأخوة في الأسرة – فضلا الاخوة في النوع بأسره - ولا يؤمنون بالمساواة أو بالانصاف . ولكن دلالة الزمن اذا اقترنت بنتائج الواقع كانت هي قوة الحكم الملزم للناس بالطاعة والاتباع . ومن نتائج الواقع في القرن العشرين أن يخفق دعاة العدوان باسم العصبية العنصرية وأن يتعذر تسخير العصبيات للعصبيات بالقوة أو بالحيلة ، ولا نعرف في التاريخ قرنا تعذر فيه حكم الجنس للجنس المغاير له كما يتعذر هذا الحكم في القرن العشرين . وقد جربت دعوة الجنس الآرى للغلبة على غير الآريين وجربت دعوة الجنس الأصفر لسيادة أمة من الأمم على القارة الأسيوية على مبدأ «آسيا للآسيويين» فلم يجد أصحاب هذه التجارب من ثمراتها ما يغريهم بالمعاودة والتكرار ، ولم يظهر لنا من قبل – ولا يظهر لنا الآن – ان اصطدام سلالة بسلالة خطر يجتاح العالم الانسان معسكرين أو عدة معسكرات . ويشطر بني - ۱۷۹