صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/180

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من أقاليم الشمال على نحو أربعين في المائة . وقد أعيد اجراء هذه البحوث بعد ثلاثين سنة وسجلت صفات سبعة وأربعين ألفا من المجندين فتبين أن واحدا وثمانين في المائة منهم كانوا زرق العيون زرقة خفيفة ، وان ثمانية في المائة منهم لهم عيون مشوبة اللون وأن خمسة في المائة منهم لهم عيون بنية . أما لون الشعر فقد كان في سبعة في المائة منهم كتانيا ، وفي ثلاثة وستين في المائة بنيا خفيفا ، وفى خمسة وعشرين في المائة بنيا مسودا ، وفي ثلاثة في المائة أحمر أو أدنى الى احمرار ، وسجلت العلامة الكبرى - أو العلامة الأولى علامات الفوارق بين الأجناس ، وهي شكل الجمجمة ، فظهر أن أصحاب الجماجم المستطيلة لا يزيدون على ثلاثين في المائة ، وأن ستة وخمسين في المائة منهم متوسطون بين الاستطالة والاستدارة ، وأن أربعة عشر في المائة عراض الرؤوس ، وظهر أن لون الشعر ولون العين يقترنان . ولكن لا صلة لهذا اللون أو ذاك بطول القامة وتركيب الدماغ . من هذا غاية ما انتهى اليه صفاء المزايا العنصرية في بلاد السويد ، وهي أقصى البلاد شمالا وأبعدها عن الاختلاط بأمم الجنوب ، وتسـفر نتيجة كهذه النتيجة في سكان البلاد الجرمانية - ففيها الأحصاءات عن أصحاب العيون الزرق والجماجم المستطيلة والقامات الطوال ، وفيها الملايين ممن يشبهون أهل الجنوب ويسمونهم بالسلالة الألبية ، نسبة الى جبال الألب . وفيها وسط بين هؤلاء وهؤلاء موزعين بين الأقاليم الشرقية والغربية وبين الشمال والجنوب(۱) واذا تجاوزنا الصفات الجسدية الى صفات العقل والخلق فالواقع (۱) من كتاب نماذج بشرية Human Types لمؤلفه رايموند فيرث Firth بتصرف . ۱۷۶ -