صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/179

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

واقتراب وجوه الشبه بين الناس من مختلف الألوان والأوطان . فالباحثون اليوم في علم الأجناس لا ينفون وجـود الفوارق بين جنس وجنس منها ولا يقولون ان النوع الانساني كله جنس واحـد الصفات الجسدية والعقلية ، ولكنهم يقللون من المبالغة بان في أصالة هذه الفوارق ويقولون انها تتغير أحيانا بتغير المعيشة والبيئة وان الصفات المميزة لكل جنس منها قد تنتقل الى الجنس الآخر بالتربية والقدوة وتعود المعيشة والمعاملة في مثل أحواله وظروفه ، وقد انتقل منها الكثير حتى الآن ، اما لطول الاختلاط بين الأمم ، واما لكثرة التبدل والتطور في ظروف المعيشة ، واما لوقوع الاختلاف الطبيعي بين أفراد الأمة الواحدة والجنس الواحد كما يحدث في الأسرة الواحدة فضلا عن البلد والأقليم . وما من صفة من صفات البنية والتركيب ثبت بعد البحث والمقارنة أنها خاصة مقصورة على جنس واحد لا يتصف بها جنس آخر اذا تعرض لظروفه وملابساته ، فشكل الرأس بين الاستدارة والاستطالة كان العلامات الفاصلة بين الأجناس ، فظهر من بحوث العالم الأمريكي فرانز بواس Franz Boas أنها علامة تتغير بتغير البيئة ، وأن الأطفال المهاجرين من بلاد أخرى تختلف أشكال جماجمهم ولا تشبه جماجم آبائهم كل الشبه مع تبدل الموطن والمعيشة . وأبناء السويد - خلاصـة الأجناس الشمالية ، أو معدودا کا هو معدودون معلوم النوردية – ولكن العالمين ريتزيوس Retzius وفورست Furst سجلا نتيجة الكشف على خمسة وأربعين ألف شاب من المطلوبين للتجنيد فتبين لهما أن الصفات المخصصة للجنس الشمالي الخالص لا تجتمع لأكثر خمسة آلاف ، وان الذين تجتمع لهم هذه الصفات في اقليم من - ۱۷۵