صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/178

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الشرقية ، سواء وقفت منها موقف الطامع في ضم البلاد أو موقف الطامع في الامتيازات التجارية والاقتصادية .

وشاعت بعد صيحة الخطر الأصـفر دعوة التفرقة بين الآريين والساميين واشتدت هذه الدعوة حين أصبحت كلمة الساميين في أوربة مرادفة لكلمة اليهود ، وأصبح اليهود هم المقصودين بعداوة السلالة السامية ، واقترنت الدعوة الآرية بتقسيم الأوربيين الى شماليين وجنوبيين لادعاء أصحاب هذه الدعوة أن أبناء الشمال في القارة الأوربية آريون خالصون ، لم يختلطوا بالأجناس الأخرى التي يزعمون أنها دون أبناء الشمال في الذكاء والأخلاق ، وتجدد الخلاف في أثناء ذلك على حقوق الزنوج أو حقوق السود - بين أبناء البلاد التي يختلطون فيها بالأجناس البيضاء . فاعتمدوا- عدا هذه الحقوق - على الفوارق العنصرية وبالغوا في توسيع هذه الفوارق وراء فوارق اللون والشكل ، كأنها من الفوارق العميقة في التكوين لا تمحوها المساواة في الحقوق السياسية ولا يجدى فيها توحيد التربية والتعليم .

كانت هذه العوامل الدولية أهم العوامل التي دعت الى توسيع الفوارق بين الأجناس البشرية في القرن التاسع عشر ولم تزل شائعة قوية الى منتصف القرن العشرين .

أما بعد الحرب العالمية الثانية فقد تغير اتجاه الدعوة لأسباب كثيرة ، منها يقظة الشعوب الشرقية ورغبة الدول الكبرى في كسب مودتها ، ومنها تنافس الدول الكبرى وسعى كل منها في ابطـال حجج الدول المنافسة لها ، ومنها اجتهاد اليهود في تبرئة أنفسهم من النقائص والعيوب التي تخصهم بين الشعوب السامية ، ومنها تقدم العلم واتساع نطاق البحث بين الأجناس المجهولة وكثرة الأدلة على بطلان بعض الفوارق

١٧٤