صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/172

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۷ – عالمن = ومن الخير ألا تتعجل هذه الكرة الأرضية لقاء العوالم الأخرى قبل عالما أن تتلاقي هي واحدا ، يقطنه نوع واحد : نوع انسانی واحد في شرعة الرأي والخلق ، لا في شرعة علماء الأجناس عند تقسيم فصائل الحيوان وهي اليوم عالم متضامن في حكم الواقع ما في ذلك مراء . ولكن كم بين العالم المتضامن في الخير والشر وبين العالم المتعاون في الخير والشر من مسافة واختلاف ؟ ۱۶۸ هنا مجال واسع لكثير من التشاؤم ، ومجال أوسع منه لكثير من المتشائمين . ففى الدنيا مشكلات لا تحل ومخاوف لا تغلب وعداوات لا تهدأ وغوامض من شئون العيش وشئون الرأي لا تنكشف اليوم على جلاء ، وعلى كل لسان يتحدث بهذه الشئون سؤال لا يسمع له جواب شاف : هل تقع الحرب المحذورة المرتقبة ? وهل تبقى من بعدها بقية من نوع الانسان أو بقية من الحضارة الانسانية ? ويلوح للناظرين الى الغد أن السنين الأربعين التي بقيت من القرن العشرين أقصر من أن ترفع الستار عن غوامض هذه الشئون . وانها في الحق لكذلك ، فربما انتهت والعالم الانساني يزداد تضامنا وينتقل الى التعاون الوثيق في علاقاته وقضاياه ، وربما انتهت وهو مشتبك في نضال يقطع العرى بين أوصال هذا التضامن الواقع فلا يعود الى مجراه الا بعد حين ، ان قدر له أن يعود . ا لا ندرى على التحقيق أي هاتين العاقبتين كائن في أوائل القرن