صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/171

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الأرض ودراية بالمـادة وما تحتويه من أجسـام الأحيـاء .

فمن الآمال التي نكاد نلمسها أن تترقى أدوات الرصد حسا ومعنى في بقية القرن العشرين فنهتدى بها الى أسرار الضياء والاشعاع وعلاقة الذرات المبثوثة في الفضـاء بظواهر الكهرباء والمغناطيسية وحقيقـة الجاذبية الأرضية وغير الأرضية ، ومن الجائز جدا أن تنفذ على هدى تلك الأرصاد الى ذلك الينبوع الجامع لظواهر الطاقة والقوة ، وان نحول بعضها الى بعض بوسائل الصناعة في غير كلفة مجهدة تربى على فوائدها وثمراتها . وان اليوم الذي نستطيع فيه أن نحول الجاذبية الى مغناطيسية وكهرباء ليضع أيدينا على ينبوع من القوة لا ينفد ولا تعرف له نهاية ، وقد تغنينا هذه القوة عن استخراج الطاقة من الفحم أو الحجارة أو النفط أو تيارات الماء أو كوامن الذرات ، فإن قوة الجذب بين الأرض والسماء شائعة في كل مكان ، ولعلها هي مصدر الطاقة التي تتولد في الأرض وما عليها من العناصر المعروفة ومما هو صالح لتوليدها من القوى الكامنة التي نجهلها الآن .

ولعل العلم بسر « الجاذبية » بين الأكوان لنا الصلة التي تربطنا بعوالم الحياة المجهولة في سياراتها ... فنرتبط بها على وعى وشعور كما ترتبط بها الآن بمادة الأجسام .

١٦٧