صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/170

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بين أبنائها ، فلا يحاول بعضهم أن يدل على مكانه ولا يفلح في الكشف مكان غيره . فهل تراهم يجهلون مواطن اخوانهم وشركائهم في هذا الوجود الذي ينفردون فيه بالوعي والشعور على ما بينهم من تباعد الآفاق ؟ أو هم يعلمون ولا يملكون وسائل التفاهم والاتصال ؟ يحق لنا كلما نظرنا الى تلك الآفاق نظرة الأستاذ كلفن ومن يرون رأيه أن نقدر وجود الأحياء في طائفة من سياراتها قبل وجودهم على سيارتنا الأرضية ، ولم لا ? لم يمتنع وجود الحياة في زمان قبل زمانها المحدود على هذه الكرة ? لم توجد الحياة حيثما وجدت في زمان واحد ولا يكون بعضها قد وجد قبل عمرها الأرضى بمئات الأعمار المحسوبة بملايين السنين ؟ ولم لا تكون لها قدرة على الاتصال بنا أكبر من قدرتنا نحن على الاتصال بها اذا كانت قد سبقتنا الى الوعي والمعرفة وأدركت من العلم ما لم تدركه في زماننا ? واذا كانت ندا لنا في عمرها فما بال هذه الحياة لا تنشأ حيث نشأت الا في آونة واحدة مع اختلاف المنشأ في السيارات والكواكب والنجوم وهي وراء حدود الاحصاء ؟ كلما أنعمنا النظر في أمر هذه الحياة الكونية رأينا أنها تبتعد وتقترب وأنها تنجلي من هنا لتغمض من هناك . فمن الشطط في الأمل أن تتخيل أن البقية الباقية من القرن العشرين حسبنا من أمد لاعداد معدات السفر الى مواطنينا الكونيين قبل أن نعرفهم ويعرفونا وقبل أن تتقارب فيما بيننا بلغة التفاهم والمراسلة ، ان كانت هناك لغة كونية لجميع الأحياء - و أدنى من ذلك الى الأمل المشروع أن نختم القرن العشرين وقد وصلنا الى الخبر اليقين عن مواطن الحياة في هذا العالم وعن شروط الحياة أو الحيوات المتعددة بين أرجائه الفساح ... بل نكاد نستبعد هذا الأمل ذلك الى أمـل كبير لأنه يزيدنا علما بحياتنـا على وجـه ونطمح مع 166