صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/167

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الخلية التي تدخل في بنية الأحياء العليا ، أو كما جاء في كتاب سيرة الأرض لمؤلفه جورج جامو Jamow اذ يقول : « النقط الهامة التي ينبغي أن تدخل في الحساب عند كل بحث في طبيعة الحياة والنبات أن الخلية الأولى تتألف مما بالمحلول الغروي أي من مواد عضوية في الماء . وهذه المحلولات الغروية – عضوية أو غير عضوية – مستحلب دقيق جدا من ذريرات مشحونة بالكهرباء تتماسك على بعد بفعل تلك الشحنة وتبقى في الماء طويلا ، لأن الماء الصرف موصل رديء . فاذا أخذنا محلولا غرويا من الذهب وأضفنا اليه بعض الملح حتى تزيد قابلية الماء للتوصيل فقـدت الذريرات شحنتها وأسرعت الى التلاصق والانضمام ... ويمكننا أن نحدث هذا التلاصق أيضا بضم محلولين كل منهما له شحنة مضادة لشحنة الآخر ، أما المحلول المواد العضوية فمن خاصته أن خلايا الكربون المركب على ألفة كيماوية مع الماء ، وان نتيجة قيامه في الماء على الأبعاد المطلوبة تحول دون فقدان الشحنة الكهربية »(1) . العروي من - - Colloidal Solution - والاستدراك المعقـول الذي يرد على الذهن كلما قيـل ان الكرة الأرضية انفردت بالحياة ان هذه الكرة بين النجوم والكواكب أقل من ذرة رمل في صحاراها الشاسعة ، فكيف تنفرد وحدها بالشروط التي هيأتها لظهور الحياة فيها ؟ ألا يجوز أن تتكرر هذه الشروط في نجم من ملايين النجوم التي نراها بالعين أو بآلات الرصـد أو لا نراها على الاطلاق ؟ ألا يجوز أن توجد الحياة بغير شروطها الأرضية ؟ ألا يجوز أن تكون للحياة صور لا تتصورها في كوكبنا الصغير ولا تتوقف على الأحوال التي تتخيلها لكل حياة ؟ Biography of the Earth. By George Jamow (1) ۱۶۳