صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/166

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وليس بالقليل بين المفكرين وعلماء الطبيعة من يرى هذا الرأي الأخير ويعتقد أن شروط الحياة لم تتوافر في سيارة من سيارات المنظومة الشمسية كما توافرت في سيارتنا التي نعيش عليها ، فاذا تجـاوزوا المنظومة الشمسية الى ما وراءها فغـاية ما يعلمونه عنها أن وجـود المنظومات التي تشابهها في آفاق الكون الواسعة غير مستحيل ، ولكنه كذلك غير لازم لزوم اليقين . ومن المفكرين الذين يرجحون انفراد الأرض بشروط الحياة العلامة كريسي موريسون الذي أجملنا رأيه عن حكمة الحياة في الكلام على الايمان ، ويوافقه على هذا الرأى نخبة من المفكرين وعلماء الطبيعة متدينين وغير متدينين . ونكتفى بسرد أمثلة الخصائص التي تلائم ظهور الحياة ولم يثبت توافرها على كوكب آخر . فهي كما لخصناها في كتاب عقائد المفكرين عن روبرت كلارك : « وجـود الماء الغزير وانحلال الملح الصالح فيه دون الأملاح السامة ووجود النبات الذي يمثل الطعام للأحياء على اليابسة ووجود الكربون وأكسيده الثاني على حالة لا يمحوها الجو المحيط بالكوكب ، وقيام هذا الجو على حالة الكثافة والانجذاب الى الكوكب بحيث لا يكظم ما تحته ولا يرسله شعاعا في الفضاء ، وليس يتحقق ذلك اذا كان الكوكب عظيما كالمشترى وزحل - فان الكربون في هذه الحالة يوجد على شكل غاز الميثان Methane يصلح مصدرا للكربون الذي يلائم المادة الحية ، وليس يتحقق كذلك اذا كان الكوكب صغيرا كعطارد والقمـر ، فان ثاني أكسيد الكربون لا يوجد في هذه الحالة . وقد ينعدم الجو على الاطلاق »(۱) . وينبغي أن تبدأ الملاءمة للحيـاة من الأدوار الأولى حيث تتكون ۱۶۲ (1) . . The Universe, Plan or Accident by Robert Clark.