صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/168

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بلي . ذلك جائز . ولا يمتنع في العقل أن تتقبل الحياة تركيبا آخر غير تركيبها الذي عهدناه في كوكبنا الصغير ، وقد قيل كثيرا ان عنصر السليكون يمكن أن يحل محل الكربون في الكائنات الحية ، وأن عملية الفلورة Fluorination قد تعمل على الأكسدة في توليد الطاقة (1) وهو رأي لم يجمع عليه المختصون ولا يزال منهم من يستبعد تكون الحيوان الكبير من هذا التركيب . ولكن هذا الفرض يفتح لنـا بابا واسعا من أبواب التأمل في شروط نشأة الحياة ، فليس المهم أن تتوافر الشروط المادية التي تنقبل تركيب الأجسام الحية ، لأن عنصر السليكون موجود على الأرض كما يوجد عنصر الكربون ، ولم يحدث قط أن عنصر السليكون تولدت منه الطاقة الحية بعملية الفلورة ولو في الحيوانات الصغيرة أو الخلايا البدائية . واذا كان تشابه العناصر من حيث قبول الحياة لا يؤدي الى تكرار ظهورها في الكوكب الواحـد فليس من الضروري عقلا أن يؤدي تشابه الشروط المادية في الكواكب الكثيرة الى تكرار ظهور الحياة على صورة أخرى هذا من يبقى الباب مفتوحا للظن ولما هو أكبر من الظن العارض اذا عززته مسوغات العلم وقال به أناس من المتخصصين للتحليل الكيمي و تركيب الضوء ورصد الأجواء بالخبرة المستفادة ذلك التحليـل والتركيب ، ومن أصحاب التخصص في هذه الدراسات أناس يحتملون وجود الأحياء في أجسام من العناصر المادية ولا يستبعدون وجودها في غير هذه الأجسام ، وآخر ما انتهى الينا من هذه الآراء خبر علمي لم نطلع على تفاصيله يقول كاتبه « ان الآراء التي كانت من قبل وقفا على ملحقات الصحف أيام الآحاد قد أبداها في الأسبوع الماضي الدكتور (1) الدنياوات جاراتنا بقلم فير سوف .Our Neighbour Worlds by Firsoff 164