صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/159

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الرسالات من الدعاة المصلحين : انه يغنيهم عن خوارق العادات التي تطلبها الأولون ردحا طويلا من الدهر ليستيقنوا من عالم الغيب ويلمسوا دلائل القدرة التي لم يلمسوها في عالم الشهادة . فمن هذا العلم يتعلم الانسان الحديث ان العادات كلها خوارق ، وان المحسوسات جميعا مغروسة في الغيب المحجوب الذي لا تدركه الأبصار ولا العقول ، وقد تكشف لنا الفترة الباقية من هذا القرن أن المستقبل أصلح للمدين من الماضي السحيق الذي ظن أوجست كونت أنه أوان الدين وظن أن الدين ثمرة من ثمرات جهله وضعفه وأنها قد انتهت بانتهائه ، فنحن نرى من الآن أن التدين لا ينتهى عند ابتداء التعقل والدراية ، بل أوضح من ذلك أمامنا أن المعرفة تبلغ بالعقل الانساني غاية مداه فتطرق له أبواب الايمـان .



١٥٥