صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/160

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 – العـــــــوالم الأخرى كان العلماء في أول هذا القرن يشكون في امكان الطيران أثقل من الهواء ، ومضت سنوات على منتصف القرن والطيارة ـ من كل وزن – تسبق الصوت ولا تكتفى بما وصلت اليه . وبعد أن كان السؤال ، هل ترتفع في جو الأرض بجسم أثقل من هوائها ، أصبح السؤال على ألسنة العلماء والمستطلعين ، هل نصـل بالطائرة الى أجواء السماء ? وهل تصعد بها الى جو القمر وأجـواء السيارات الشمسية من ورائه ? وهل تقلنا الطائرة يوما ما الى ما وراء شمسنا وسياراتنا في أجواز الفضاء ? ان العلماء والمخترعين يخافون كلمة المستحيل بعد ما ثبت من امكان الأمور الكثيرة التي جزموا باستحالتها ثم تحققت بعد ذلك بقليل من السنوات ، ويلوح من جملة الآراء والظنون أن المتنبئين يفضلون التعجل في الجزم بالامكان على التعجل في الجزم بالاستحالة ، وتكاد كلمـة « لا مستحيل » أن تعود الى أفواه قادة العلم والاختراع بعد أن لهج بها قادة الحرب والحكم على مذهب نابليون الكبير ، فان خيف اليوم شيء في هذه النبوءات فانما الخوف من التورط في الأمل ، حذرا من كلمة « المستحيل » التي أخلفت الظنون غير مرة في بضع سنوات والأمل الغالب في هذه المرحلة من مراحل فن الطيران ان الصعود الى الكواكب ممكن ولكنه لا يزال محفوفا بكثير من الصعوبات ، وان الصعوبات في هذه المرة من جانب الطائرين لا من جانب الآلات الطائرة، فليس من العسير اتقان الآلة التي تصعد الى الأجواء العلوية بين كواكب ۱۵۶