صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/156

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحياة كما عرفناها ، ولو أن درجة الحرارة على الكرة الأرضية قد زادت بمعدل خمسين درجة في سنة واحدة لمات كل نبت ومات معه الانسان حرقا أو تجمدا . والكرة الأرضية تدور حول الشمس بمعدل ثمانية عشر ميلا في الثانية ، ولو أن معدل دورانها كان مثلا ستة أميال أو أربعين ميلا في الثانية لكان بعدنا عن الشمس أو قربنا منها بحيث يمتنع معه معه نوع ثم عرض العلامة كريسى لمشاهدات أخرى مستمدة سائر العلوم الطبيعية يتعسر تفسيرها بمحض المصادفة غير المقصودة وتوحى الى الذهن صدق الايمان بالخلق والتدبير ، وأولها في علم الحياة تلك الجرثومة الحية التي تنبعث بقوة لا وزن لها ولا كثافة ولا امتداد فتغالب الطبيعة وتشق الصخر وتفرض على العناصر أن تنحـل لتعيد تركيبها وتحول المـاء والحمض الكربوني الى ماء وخشب وتجعل الخلية الحية «البروتبلاسمية » أشبه بنطفة من ضباب قادرة على بث الحياة في كل جسم يتقبلها ، وهي بذلك ذات قدرة أكبر من قدرة النبات والحيوان لم تخلقها الطبيعة لأن قدرتها هذه لا تنبت من غيرها ، ولم يكن في وسع الصخر الذي سهرته النار ولا الماء الذي لا ملح فيه أن يهيىء لها أسبابها فما الذي هيأ لها هذه الأسباب . ويضرب الأستاذ أمثلة من علم الحيوان لا تفسرها المصادفة ولا تكفى كلمة العريزة التفسيرها لأنها ليست أكثر من كلمة ترمز إلى الصـورة الواقعة ، ومن ذلك غريزة سمك السلمون الذي يعيش في البحر زمنا (۱) من الترجمة العربية التي سميت باسم ( العلم يدعو الى الايمان ) للأستاذ محمود صالح الفلكي عن الكتاب الانجليزي المسمى : ١٥٢ Man does not stand alone