صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/155

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

صلته بالشمس سببا في جعل نوع حياتنا ممكنا ... أما عطارد فانه بناء على القوانين الفلكية لا يدير الا وجهة واحدة منه نحو الشمس ولا يدور حول محوره الا مرة واحدة في خلال الدورة الكاملة للشمس . وبناء على ذلك لابد أن جانبا من عطارد هو أتون صحراوي والجانب الآخر متجمد ، وكثافته وجاذبيته هما القلة بحيث ان كل آثار للهواء فيه لا بد أن تكون قد تسللت ، واذا كان قد بقي فيه أي هواء فلابد أن يكون في شكل رياح هوجاء تجتاح هذا الكوكب من جانب الى آخر . أما كوكب الزهرة فهو لغز من الألغاز به بخار سميك يحل محل الهواء ، وقد ثبت أنه لا يمكن أن يعيش فيه أي كائن حي . وأما المريخ فهو الاستثناء الوحيد ، وقد تقوم فيه حياة كحياتنا سواء في بدايتها أو تكون على شفا الانتهاء ، ولكن الحياة في المريخ لابد أن تعتمد على غازات أخرى غير الأكسجين ، وعلى الخصوص الهيدروجين ، اذ يبدو أن هذين قد أفلتا منه ولا يمكن أن توجد مياه في المريخ ، ومعدل درجة الحرارة فيه أقل كثيرا أن تسمح بنمو النبات كما نعرفه وتدور الكرة الأرضية حول محورها مرة في كل أربع وعشرين ساعة ، أو بمعدل نحو ألف ميل في الساعة . والآن افرض أنها تدور بمعدل مائة ميل فقط في الساعة ، ولم لا ? عندئذ يكون نهارنا وليلنا أطول مما هما الآن عشر مرات ، وفي هذه الحالة قد تحرق شمس الصيف الحارة نباتاتنا في كل نهار أو في الليل قد يتجمد كل نبات في الأرض . ان الشمس التي هي مصدر كل حياة تبلغ درجة حرارة مسطحها اثنى عشر ألف درجـة ( فارنهيت ) وكرتنا الأرضية بعيدة عنها الى حد يكفى لأن تمدنا هذه النار الهائلة بالدفء الكافي لا بأكثر منه ، وتلك المسافة ثابتة بشكل عجيب وكان تغيرها في خلال ملايين السنين من القلة بحيث أمكن استمرار ... 101