صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/154

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لاحداث مد خفاق هدام هي في نطاق الملايين ، وان مصادفة التصادم نادرة الدرجة وراء الحسبان ، ومع ذلك تقول احدى نظريات الفلك انه في وقت ما – ولنقل منذ بليوني سنة مضت قد مر نجم بالفعل قريبا شمسنا لدرجة كانت كافية لأن تحدث أمدادا مروعة ، ولأن تقذف في الفضاء تلك الكواكب السيارة التي تبدو لنا هائلة ولكنها ضئيلة الأهمية من الوجهة الفلكية ، ومن بين تلك الكتل التي اقتلعت تلك الحزمة من الكون التي نسميها بالكرة الأرضية ... انها لا أهمية له في نظر الفلك یا ذلك يمكن القول بأنها أهم جسم نعرفه حتى الآن . ويجب أن نفرض أن الكرة الأرضية مكونة من بعض العناصر التي توجد في الشمس لا في أي كوكب آخر . هذه العناصر مقسمة على الكرة الأرضية بنسب مئوية معينة قد أمكن التحقق منها لدرجة مقبولة فيما يتعلق بالسطح . وقد حولت جملة الكرة الأرضية الى أقسام دائمة وحدد حجمها وسرعتها في مدارها حول الشمس هي ثابتة للغاية ، ودورانها على محورها قد حدد بالضبط لدرجة أن اختلاف ثانية واحدة في مدى قرن من الزمان يمكن أن يقلب التقديرات الفلكية ، ويصحب الكرة الأرضية کوکب نسميه بالقمر ، وحركاته محددة ، وسياق تغيراته يتكرر كل ثماني عشرة سنة ، ولو أن حجم الكرة الأرضية كان أكبر مما هو أو أصغر ، أو لو أن سرعتها كانت مختلفة عما هي عليه لكانت أبعد أو أقرب الشمس مما هي ، ولكانت هذه الحالة ذات أثر هائل في الحياة من كل نوع بما فيها حياة الانسان ، وكان هذا الأثر يبلغ من القوة بحيث ان الكرة الأرضية لو كانت اختلفت هذه الناحية أو تلك الى أي درجة ملحوظة لما أمكن وجود الحياة فوقها ، ومن بين كل الكواكب السيارة نجد أن الكرة الأرضية فيما نعلم الآن هي الكوكب الوحيد الذي كانت من ۱۵۰ 4 1