صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/153

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العلوم البريطانية ، وزميلا في متحف التاريخ الطبيعي وركنا من أركان مجلس البحوث العلمية ، وكتابه الذي سماه « الانسان ليس وحيدا » (1) فحواه في بضع كلمات ان حقائق الوجود لا تقبل التفسير بغير تقرير وجود الخالق الحكيم . ويبدأ العلامة كريسي كتابه النفيس ببيان الضعف البالغ في تعليل الحياة على الأرض بمحض المصادفة فيقول في مفتتح الفصل الأول : « خذ عشرة بنسات كلا منها على حدة وضع عليها أرقاما مسلسلة من واحد إلى عشرة ، ثم ضعها في جيبك وهزها هزا شديدا ثم حاول أن جيبك حسب ترتيبها من واحد الى عشرة . ان فرصة سحب البنس رقم واحد هي بنسبة واحد الى عشرة ، وفرصة سحب رقم واحد ورقم اثنين متتابعين هي بنسبة واحد الى مائة ، وفرصة سحب البنسات التي عليها أرقام 1و2و3 متتالية هي بنسبة واحد الى ألف ، وفرصة سحب ١و٢و٤٩٣ متوالية هي بنسبة واحد الى عشرة آلاف وهكذا حتى تصبح فرصة سحب البنسات بترتيبها الأول من واحد الى عشيرة هي بنسبة واحد الى عشرة بلايين . والغرض من هذا المثل البسيط هو أن نبين لك كيف تتكاثر الأعداد بشكل هائل ضد المصادفة ، ولابد للحياة فوق من شروط جوهرية عديدة ، بحيث يصبح من أن تتوافر كلها بالروابط الواجبة أرضنا هذه المحال سجرد المصادقة على أي أرض في أي وقت . لذلك لابد أن يكون في الطبيعة نوع من التوجيه السديد ، واذا كان هذا صحيحا فلا بد أن يكون هناك هدف علماء الفلك يقولون لنا ان مصادفة مرور نجمين متقاربين لدرجة تكفى . ... و بعض (1) Man does not stand alone وقد ترجمه الى العربية الاستاذ محمود صالح الفلكي بعنوان « العلم يدعو الى الايمان » ١٤٩