صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/152

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الفضاء والهواء قبل أن تمسكها المصورة الشمسية وأجهزة الاذاعة وليس في وسع العلم أن ينفى « المجردات » مع وجود الأثير مجردا من جميع صـفات المادة ، واقترابه بذلك من حـدود المجردات الفكرية والنفسية ، ويرى أن الأستاذ راين حرص في كلمته على التنبيه الى قيام الرواد في مباحث الظواهر النفسية من بين الأقطاب المشتغلين بالعلوم لأن المشهور عن الباحثين في علوم اشد وراء الطبيعة وما يشتمل عليه من المسائل الغبية ، خلافا للباحثين في مسائل علم النفس فانهم أقرب العلماء الى المسائل الروحية وأحراهم أن الباحثين انكارا لما ينظروا الى شئون الغيب بشيء من الترخص والسماحة الفكرية - على أن المشاهد في السنوات الأخيرة أن كفة التردد في شئون الغيب تتحول من جانب الايمان الى جانب الانكار بين أقطاب العلوم الطبيعية ، فلميس بالنادر بينهم من يستند الى علمه في ترجيح الايمان على الانكار ، بل لعل هؤلاء العلماء اليوم ينقسمون الى فريقين لا تناقض بينهما في مسألة العقيدة الغيبية ، اذ ينعقد الاجماع بينهم على أن العلم التجريبي وصاف غير كشاف ، يجمع الوقائع ويرتبها ولا يتعدى الاحصاء والتقرير الى كشف المجهول والتعرض له بالنفى والاثبات ، فهم بين مؤمن يرى في علمه ما يعزز ايمانه ويشجعه عليه ، وبين واقف موقف الحيدة يترك الدعوى العلمية جانبا كلما عرض لشئون الغيب والعقيدة . علماء الطبيعة الذين يحق للقارىء أن يعتبرهم مثلا لأصحاب الايمان المعزز بالعلم الأستاذ كريسي موريسون Cressy Morrison لأنه كان رئيسا لمجمع العلوم بنيويورك وعضوا دائما ومن من ۱۹۸ .