صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/138

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

« رابعا » علم المقارنة بين الأديان والعبادات . « خامسا » مشكلة الشر ، وهي ليست من مشكلات القـرن ، ولكنها تخصص بالقرن العشرين لمـا تفاقم فيـه من العشرين خاصة ، الحروب ... » كان التقليد الشائع عند المفكرين المنكرين من طراز القرن السابع عشر أن يحيلوا على الدين كل خطأ من أخطاء رجال الدين الجامدين الذين يرفضون كشوف العلم وآراء العلماء في هذه البحوث والنظريات . وكان لهم وجه من الشبهة في ذلك التقليد الذي نظلم العلم بنسبته اليه ، ولكن ما هي الشبهة عندهم على الايمان بالله اذا تحولت القضية قضية خاصة برجال الدين الجامدين الى قضية عامة للوجود ولكل ما هو موجود . ما الذي يمنع أن يكون دوران الأرض حول الشمس أدل على الحكمة الالهية لأنها في موضعها من المنظومة الشمسية قد أصبحت أصلح للحياة من جميع السيارات . وما الذي يمنع أن تكون النواميس في الطبيعة أدل على الحكمة الالهية من الفوضى والاختلال ؟ وما الذي يمنع أن يكون التطور آية من آيات الهداية الالهية التي ترتقى بالمخلوقات وتبث فيها عوامل التنوع والارتقاء . وما الذي يمنع أن يكون التدين اجتهادا يبلغ فيه الانسان ما هو قادر على ادراكه طبقة بعد طبقة وجيلا بعد جيل - وما الذي أن يكون « الشر » أدل على فضل الحياة والحرية من خلق الناس كما تصنع القوالب وتخرط الحدائد والأخشاب ان تلك الكشوف العلمية لا تطوى صفحة الدين الا اذا أسيء وضع 134