صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/137

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

القرن السابع عشر ، بل من نصيبه عند بداءة القرن العشرين ما الذي تغير من تفكير علماء الأمس وعلماء اليوم ? تغير وضع القضية . تغير أصحاب الدعوى فأصبح لها طرف واحد ، يتلقى المدعون فيه والخصوم . قضية الايمان اليوم هي قضية الوجود وليست قضية الجـامدين أو المتحررين من رجال الدين ، واذا صار الأمر الى قضية الوجـود فالاثبات والنفى فيها مطلوبان من كل موجود يعقل ويبحث عن حقيقة وجوده ، أيا كان رأي الجامدين أو المتحررين من رجال الدين في جميع الأديان . تغير وضع القضية فتغير فيها موقف الهجوم وموقف الدفاع : من هجم فيها فانما يهجم على عقله ووجدانه ، ومن دافع فيها فانما يدافع عن عقله ووجدانه ، ومن ظن أن طائفة من الناس أحق بالهجوم والدفاع فقد وجوده وحياته ، وعن حقه في استطلاع أسرار الوجود والحياة فيما حوله ، وهو أكبر ما للحي العاقل من حقوق .. في رسالتنا عن « عقائد المفكرين في القرن العشرين » « ان أسباب الشك منذ نشأة العلوم الحديثة خمسة ليس أقوى منها وأعظم فعلا في عقول المفكرين الأوربيين وفى عقول غيرهم ممن نظروا الى دلالتها مثل نظرتهم وحكموا بها على الأديان مثل حكمهم ، وهذه الأسباب الخمسة هي : « أولا » كشف كوبر نيكس لمركز الأرض من المنظومة الشمسية ومن الأجرام السماوية على العموم . ه ثانيا » ظهور القوانين الطبيعية التي سميت بالقوانين المادية أو الآلية . و ثالثا » مذهب النشوء والارتقاء . مان ۱۰