صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/131

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العقل الا بالحساب والتقدير ، وكل ما انطوت عليه هذه الذرات انما هي هزات أو جزئيات لا ندرى على التحقيق أيهما تكون ، وقد يفسرون الظاهرة الواحدة بالهزات من ناحية وبالجزئيات من ناحية أخرى ، ويتممون هذه بتلك على نحو يستغربونه من شراح « الروحانيات » والمجردات ، وما اليها من خلائق البديهة والخيال . وما قصاري الهزات والجزئيات بعد هذا التردد بين التفسيرين ? ... قصاراها أنها حركات في ظن من الظنون با اثير ، لا يعرف بلون ولا طعم ولا مس ولا عدد ولا طول ولا عمق مقيس بغير الحساب والتقدير . وآل أمر الامتداد كذلك الى الحساب والتقدير ، لأنه جاوز الحس والتصوير ولحق في النهاية بالغيبيات وما شاكلها من فروض البديهة والخيال . ففي الثانية الواحدة يعبر شعاع النور قريبا ثلثمائة ألف من الكيلو مترات . وكم يعبر اذا انقسمت خفقة الثانية الواحدة الى ألف خفقة ? وماذا يكون جزء من ألف جزء من الثانية في حساب الزمن المعهود ، وتضاءل شأن « الامتداد » الذي سميت باسمه المادة فأصبح ادراكه وادراك المعاني الذهنية على حد سواء : لا نهاية الصغر بعد أن كان المظنون أن اللانهاية صفة من صفات السبعة الشاسعة . الآفاق والآباد . واذا تركتا اللانهاية في الصغر أو في الكبر ووقفنا عند المحدودات في عالم الأجسام والمعاني فالعجب هنا أعجب من كل أعجوبة روحانية عزت على قرائح المتعمقين في التفكير والتخمين . ان الناسلات أو الجنيات Genes التي يتكون منها النوع الانساني توضع في فنجان صغير يحتوى كل ما في هذا النوع من القوى الكامنة والخصائص المميزة والموروثات الباقية في وظائف الأعضاء وفي کله ۱۲۷