صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فكان هذا سببا لنموه واطراد تقدمه وازدياد قدرته على الفهم والحركة الجسدية في وقت واحد . فالأستاذ واشبرن Washburn أستاذ علم الانسان ( الانثروبولوجي ) في جامعة شيكاغو يقول في فصل كتبه سنة 1941 « ان المعروف عن الأجزاء الأخرى من الهيكل العظمي قليل ، ولكن يستطاع أن نعتبر من المقررات البيئة الآن أن اعتدال القامة وكل ما يصاحبه مما يساعد عليه في تركيب الجسم هو مرحلة بلغها الانسان قبل وصوله الى هيئته التي استقر عليها » (۱) وقد لخص الدكتور أشلى مونتاجو طرفى الرأي حول هذه المسألة في عجالة علمية سماها « الانسان في أول مليون سنة » قال فيها عند الكلام على نسب الانسان : « في افريقية الجنوبية – وبخاصة في أخريات السنوات العشرين - كشفت هياكل عظمية من متحجرات القردة سميت قردة الجنوب وأدعى ما فيها الى الالتفات أنها في كل شيء قردية الا في سعة الجمجمة وعظام الفخذ والساق والقدم فانها شبيهة بالعظام البشرية ، ويتحقق من عظام الفخذ والساق أن قردة الجنوب كانت تمشى معتدلة أو على نحو من الاعتدال ، ومن ثم نشاهد لأول مرة علامات ثابتة تدل على ترتيب تطور البنية الانسانية . وقد حدث هذا الاعتدال قبل نمو الدماغ الى الحجم الذي يماثل دماغ الانسان ، وكان بعض الثقات يحسبون أن الترتيب مختلف ، ولكننا الآن نعلم يقينا أن سلف الانسان اعتدلت قامته أولا قبل أن يبلغ مبلغ الانسانية . (۱) صفحة 493 من كتاب « ذخيرة علم » الطبعة الرابعة . م - 8 القرن العشرون A treasury of Science. ۱۱۳