صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/105

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

والغاية في عالم يتخبط هذا التخبط بين التقدم والتأخر وبين الرجاء والخيبة وبين الثقة والحيرة ? نقول : بلى . يجوز اذا استنفدنا كل تفسير معقول لهذه المفارقات ، وجربنا غير هذا الغرض فوجدناه أقرب إلى الفهم والأمل مما فرضناه وقدرناه. لم لا نقول : ان عوارض النقص والألم ودواعي الحيرة والخيبة هي بعض النكسات التي رأينا أنها تفعل فعل الخطوات المسددة في هذا الطريق؟ لم لا نقول : ان الوجود الأبدى لا يحكم عليه من أو نقط شتى غير متصلة ولامتلاحقة في العصر الواحد ولا في مختلف العصور. لم لا نقول : ان الكون لا ينحصر في مرضاة المخلوق وأن « الكل » بالنقص لما يقع لا محالة من النقص في الأجزاء . برمی الأنسان ان الأمانة العلمية – ولا نقول الأمانة الدينية – تتقاضانا أن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة وأن نفرغ من أجوبتها اليقينية قبل أن نجزم بالقول الفصل في هذه المسألة الكبرى ، ولعلهـا أكبر مسائلنا نحن بنی على الاطلاق ? وقبل أن تلغي من أذهاننا فكرة الوجهة التاريخية المقصودة من أجل نقائص الكون وشروره ينبغي أن تتصور الكون الذي يخلو من النقائص والشرور كيف يكون ، وينبغي أن تؤمن بأن الصورة الأخرى أقرب الى الحكمة مما فرضناه وقدرناه - ل عالم ليس فيه صغير يكبر ولا ناقص يتم ولا جزء يستوفيه جزء آخر ولا حاضر يأتى بعده مستقبل ولا مجهود يبذل ولا فارق بين موجودين يتسلل من جانبه الشعور بالحاجة والسعى الى تداركها والحيلة في دفعها واصلاحها من حين الى حين ومن مكان الى مكان . عالم كهذا كيف يكون؟ وإذا كان كيف يكون أصلح وأكرم لوجود الانسان؟ ۱۰۱