صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/103

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تناط بها التبعات فلا حاجة به الى الاسهاب في تسمية الفضائل والصفات

  • * *

ولم تخل هذه الوجهة من نكساتها في العصور المتطاولة بين ثورات الحرية وثورات الطغيان ، وبين دعوات التقدم ودعوات الرجعة والجمود على القديم ، وبين قلاقل الاضطراب في انتظار الاستقرار . ويحسبون هذه النكسات تلك المذاهب المتأخرة التي تغض من قداسة الحرية الفردية ولا تبالى أن تغرقها في غمار الجماعة ، لاعتبار أصحاب تلك المذاهب أن الحرية الفردية ومصلحة الجماعة طرفان متناقضان . على أن العبرة بالأعمال لا بالأقوال ، وبالنتيجة المقصودة لا بألفاظ المصطلحات التي تجرى على ألسنة الدعاة ، ونتيجة تلك المذاهب – ان صحت مقدماتها – أن تتحرر الشخصية الانسانية من ذل الضنك والفاقة وتتخلص من مهانة التسخير وريقة الاستعباد ، وأن ينال الملايين من الكرامة تلك المنزلة التي كانت في الأزمنة الغابرة حكرا للآحاد المعدودين وليست هذه النتيجة مما يناقض وجهة التاريخ في انتقاله بالفرد من الاهمال الى الرعاية والحسبان . ( ج ) الطوائف والجماعات والطوائف الصغيرة لا تعد مجرد مجموعات حساسية من الأفراد لأنها ظواهر اجتماعية ترتبط بتركيب بنية الأمة ، ولكنها على أغلبها وأعمها لا تبرز بوجهة تاريخية خاصة بمعزل عن حياة الأمة التي تحتويها ، الا أن تكون من تلك الطوائف التي تتنازع الغلبة على المجتمع لولاية الحكم أو تأييد ولاته ، كما يحصل فيما حديثا بحرب الطبقات . ويؤخذ من تجارب العصر الحديث أن هذه الطبقات ذات وجهة تاريخية تؤثر - - ۹۹