صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/100

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العالم . . بدلا من استبداد كل دولة بحصة من الحصص تستأثر بها وتذود الآخرين عنها . وكانت الهند أمما لا يجمعها اسم ولا تربط بينها عصبة ، فلما ابتليت بالاستعمار أصبحت أمة واحدة لأنها وجدت نفسها أمام عدو واحد ، وخرجت من غاشية الاستعمار دولتين عالميتين لهما في سياسة الشرق والغرب وزن لا يسقط حسابه من میزان وقد كان عدد الأمم التي استقلت وأخذت مكانها في السياسة العالمية أكثر عددا وأكبر شأنا بعد كل من الحربين العالميتين مما كان قبلها ، وكانت مهمة الهيئات الدولية المشتركة بعد الحرب الثانية أهم وأعم من جميع الهيئات التي سبقتها ( ب ) الانسان الفرد ووجهة التاريخ بالنسبة الى الانسان الفرد أوضح فيما نرى - من وجهة النوع كله كما تبينت من الانتقال المتتابع من تضامن القبيلة المنعزلة الى تضامن العالم الذي تمتنع فيه العزلة على من يريدها . فلا شك أن التاريخ يتنقل بالانسان الفرد من حالة مبهمة مهملة الى حالة الشخصية المستقلة بحقوقها وتبعاتها ، المتميزة بكيانها وحرمتها . فمن فرد لا تتميز حياته من حياة أبناء القبيلة الى « ش تحاسب بعملها ولا تؤخذ بجريرة غيرها . محدودة المعالم وكان الفرد من أفراد القبيلة يقتل بذنب كل فرد من أفرادها ، وبقيت هذه الحياة الضائعة في حياة المجموع الى ما بعد عصر القبيلة البدائية بأجيال طوال أدركت عهد الشرائع المكتوبة في دول الحضارة والسنن الاجتماعية ، فكانت شريعة حمورابي تقضي على الأب الذي قتل بنت 47