صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/36

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

١٤

* نداء إلى السلطات *

ايتها السلطات الحرة الكريمة . اناديك ايّ انت وان كنت. اناديك لتسجلي لك نشر النور لا لتسجلي تثبيت الظلام الباقي من الدور المظلم

لقد يلي بعضنا في هذا الشرق بظلمات اربع : ظلمة نقاب من نسيج ، وظلمة نقاب من جهل ، وظلمة نقاب من رياء ، وظلمة نقاب من جمود . فامسينا في ظلمات بعضها فوق بعض ، وامست النقب تهولنـا حتى نكاد نخشى ان يسدل الشرق نقابا بيننا وبين حقيقتك النيرة ، حقيقتك التي من اجلها لقبت بأم المدنية وأم النور . أنا لا نريد ان تظهري عندنا الا كما انت بوجهك المتألق ، ذلك ما يجعل وجودك بيننا نعمة لا تكفر بل ينولها بذكرها في العالمين وتشكر . وهكذا تريد المرأة أن تظهر

حررت ايتها السلطة الفكر ، والارادة ، واللسان والقلم، والاعتقاد. وحررت العبيد ، وازلت الاستعباد من الدنيا.

اما المرأة المسلمة فلا تطلب منك ان تحرريها ، فهي كما لا يخفى عليك حرة في كتاب الله ، حرة في اوامر رسوله ، حرة في الشريعة ، حرة في القانون حرة في مبادى الاجتماع العليا ، حرة في حقوق البشر المعلنة ، حرة مثل كل انسان · حرة مثل كل امرأة ، وانما تطلب ان يكون للقانون المسنون حياة بنفوذ لامرد له .

ان القانون روح السلطة وروح الاجتماع الناطقة ، فكما ان الروح آمرة مطلقة على أعضاء الجسد كذلك القانون انما هو الأمر المطلق على اعضاء السلطة والاجتماع ، ولا يسوغ لعضو من هذا او من تلك ان يخالف امر تلك الروح المرضية . ولا يسوغ ان يجد الهوى او الاستبداد الى عضو