صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٥

* نداء إلى السلطات *

من الاعضاء سبيلاً يؤدي الى اخلال أو ابطال في العمل القانوني فيؤذي نساء المسلمين .

أقول هذا ونفسي تقول قول زغلول : « أحب سلامه النية والصدق في القول وان تقوم المحبة بين الناس مقام القانون » .

شدّ ما موّهوا علينا في الدور المظلم الماضي بان الدين يريد ستر وجوهنا ، وكان التمويه مقرونا بالاكراه ، ليس باكراه قيّم المرأة ، وقد يكون له حق في ذلك اذا ارتآه ، وكم من قيم مستنير يدمى قلبـه من رؤية محارمه مظلومات في ظلمات الحجاب على كره منه ومنهن . وانما الأكراه كان من كل واحد له هوى ، حتى رأت المرأة المسلمة كل رجعي او كل ذي هوى مسيطراً ووليا ووكيلاً عليها . انه لم يفرق بين نسائه ونساء غيره لان النقاب مشترك مانع من تفريقهن فعدّ كل رجـل نفسه قوّاماً على النساء جميعاً ورأت المرأة كل الرجال قوّامين عليها .

من حيث اتيت ايتها السلطات الحرة ، من الغرب ، انعكس علينـا في الزمن الاخير نور الحرية ونور العلم الساطعان يبددان ظلمات الجهل والاستبداد . تعلمنا فنظرنا إلى الدين بكل ما فيه من الحكمة والسمو فرأينا فيه عكس ما كانوا يموهون به علينا . رأينا ان الدين يريد کشف وجوهنا للهواء والنور مثلما يكشف سائر الناس وجوههم ، ويريد استعمال قوانا التي اودعها الله فيها مثلما يستعمل سائر الناس قواهم التي اودعها الله وجوههم . وهنالك الادلة نترى في آيات الكتاب المنزل، وفي احادیث رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي اقوال اعاظم الفقهاء والمفسرين .