٣٢٤
نزول الآية التي تستثني الارقاء من الذين لا يجوز ان تبدي النساء لهم زينتهن.
مع انهم رجال كالرجال . فرأيت ان المفسرين متفقون على سبب نزولها
المروي عن عائشة وأم سلمى رضي الله عنهما وعن انس بن مالك ، وهو
ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى الى فاطمة برقيق قد وهبه لهـا ، وعلى
فاطمة ثوبٌ اذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها. واذا غطّت به رجليها لم يبلغ
رأسها . فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تلقى، قالى ليس عليك من
بأس انما هو ابوك وغلامك . ونزلت الآية .
فانظروا كيف جعل الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وسلم مع العسر يسرا ، ومع الحرج فرجاً ، واذكروا كيف غلب بعض الفقهاء العسر على يسرين .
ولا يمكني هذا ان اتمالك من بيان دهشتي. حينما رأيت في قول بعض المفسرين غلوا في اليسر يعاكس غلوهم في العسر . فقد استنتج المفسرون من آية الله جل جلاله ( ولا يبدين زينتهنّ إلا لبعولتهن وابائهن . وما ملكت أيمانهن ) ومن الحديث ( ليس عليك من بأس ) انه يجوز للرقيق ان ينظر إلى بدن مولاته الا ما بين السرة والركبة ، ناسين أن أمر الله للضرورة وان الضرورات تقدر بقدرها . فكان الأولى بالمفسرين ان يكتفوا بالاجازة للرقيق ان ينظر من مولاته عدا الذراعين والقدمين الرأس حتى العنق وكفى .