صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/97

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

يزال «بابا وبطريرك الإسكندرية»، كما كان أسقف أنطاكية يدعى بطريركًا أيضًا، واللفظ بابا يونانيٌّ في الأرجح مأخوذٌ من الكلمة باباس ومعناها الأب، واللفظ بطريرك يونانيٌّ أيضًا، وهو مركبٌّ من كلمة باتريا ومعناها العشيرة، وكلمة أرشيس ومعناها الرئيس.

ولَمَّا كان بروقنصل القسطنطينية وحاكمها لا يخضع لنائب الذيقوسية التي فيها هذه المدينة، ولما كانت القسطنطينية هي عاصمة الإمبراطورية الثانية «رومة الجديدة»، فإن المجمع رأى أن يعطي أسقفها حق التقدم على جميع الأساقفة بعد أسقف رومة، وأن يُصار إلى تسميتِهِ في مجمعٍ خاصٍّ، يشترك فيه جميع أساقفة الذيقوسيات الشرقية1.

ودعا دماسوس حبرُ رومة الأساقفةَ إلى مجمع في رومة في السنة ٣٧٢، ولكن ثيودوسيوس طلب إليهم متابعة العمل في القسطنطينية في الوقت نفسه، وسمح بأن يسافر وفدٌ منهم إلى رومة؛ يراقب أعمالَ مجمعها ولا يشترك فيها، وتدخل غراتيانوس إمبراطور الغرب وحضَّ الآباءَ المجتمعين في القسطنطينية على الاشتراك في مجمع رومة ولكن على غير جدوى، فاضطرب دماسوس ورأى في هذا إهانةً له ونذيرَ انشقاق بين الشرق والغرب2.

العلاقات الرومانية الفارسية: وتُوُفي ذو الأكتاف شابور الثاني في السنة ٣٧٩، وتولى العرشَ الفارسيَّ بعده أردشير الثاني (٣٧٩–٣٨٣)، ثم شابور الثالث ابن ذي الأكتاف، فأرسل هذا في السنة ٣٨٤ وفدًا إلى القسطنطينية؛ يفاوض في توطيد السلم وتحسين العلاقات، وشفع ذلك بأن

  1. المجمع الثاني: القانون الثالث، اطلب أيضًا مقال لوران V. Laurent، في المجلة Byzantion في سنتها السابعة، ص٥١٢.
  2. Piganiol, A., Emp. Chrét. 220.
٩٦