انتقل إلى المحتوى

صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/304

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الذين حاربوا الايقونات. وما بقي منها جاء في معرض الردود التي كتبها الخصوم. فهو والحالة هذه غير صالح للاخذ به لما ينقصه من العدالة. وما يصح من هذا القول على المصنفات العامة يصح كذلك على قرارات المجمعين اللذين حرما اكرام الايقونات ، فمقررات مجمع السنة ٧٥٣ قد وردت في اعمال المجمع المسكوني السابع وهو المجمع الذي حرمها . وكذلك قرارات مجمع السنة ٨١٥ فأنها وردت في تضاعيف احدى وسائل البطريرك نيقو فوروس . والباحثون في اسباب هذه الحرب الداخلية يختلفون في الرأي ، فبعضهم يرى اسبابها دينية وغيرهم يراها سياسية . فالمؤرخ اليوناني المعاصر بابار يغو بولو يرى في كتابه تاريخ الحضارة الملينية ان حرب الايقونات كانت في اساسها حرب اصلاح سياسي اجتماعي وان لاوون الثالث ومن خلفه من أسرته أراد ان يجرد التعليم والتربية من سيطرة الاكليروس وأن العناصر المستنيرة المتحررة في الدولة وبعض كبار رجال الدين والجيش قد ايدوا هذه الحركة الاصلاحية وان اتفاق هؤلاء اجمعين انما نتج عن تمسك العناصر الجاهلة من النساء والرهبان واهل الاوساط العادية بكل قديم . ويرى المؤرخ الفرنساوي لومبار في كتابه قسطنطين الخامس ان حرب الايقونات كانت حركة اصلاحية دينية ترمي إلى تطهير النصرانية من ادران الوثنية وانما جاءت في الوقت نفسه الذي جرت فيه محاولات اخرى الاصلاح سياسية اجتماعية ولكنها مستقلة لها تاريخها الخاص . ويقول العالم الافرنسي لويس براهيه ان محاربة الايقونات في تاريخ الروم ذات وجهين ، فثمة مشادة حول اكرام الايقونات وثمة بحث دقيق اذا كان يصح الرمز الى Paparrigopoulo, K., Hist. de la Civ. Ilellenique, 188-191. Lombard, A, Constantin V, 105, 124-128. ٣٠٣