بوصفه رجلاً عالمياً لا انطاكيا فقط ، وهو اشد حذقاً في تناول مراجعه وتقديرها من يوحنا ملالاس. وفي عصر هر قل ايضاً نشأ اكليريكي مجهول فدون خرو نيقون الفصح Chronicon Pachale وذكر حوادث العالم ايضاً منذ آدم حتى السنة ٦٢٩ . ولهذا الحرونيقون اهميته لان صاحبه يذكر فيه مراجع زملائه المؤرخين ويدون بعض ما شاهد أو عاصر من الاحداث والاشياء . والجدل العنيف الذي نشب في القرن السابع حول المشيئة الواحدة نشط التأليف في هذا القرن. على ان ما صنف في تأييد القول بالمشيئة الواحدة قد اهمل فقد بعد انتصار القول بالمشيئتين. ولا سبيل الى تعرف من كتب في المشيئة الواحدة الا بطريق من كتبوا يردون على هذا القول . وأشهر اصحاب الرد على القول بالمشيئة الواحدة مكسيموس المعترف . وهو قسطنطيني الموطن ، شريف النسب ، فيلسوف ولاهوني مرموق . كان في أول امره كاتب سر لهر قل الفيلفس . فلما قال الفسيلفي بالمشيئة الواحدة خرج مكسيموس من البلاط الملكي واعتزل في دير في خريسوبولي ( اسكي دار ) ، ثم صار رئيساً لهذا الدير . ومن هنا التعبير الغربي Maxime l'Abbe . وقد دافع عن القول بالمشيئتين والفعلين ، وكتب الكتب متأثراً تؤلفات اثناسيوس الكبير ، وغريغوريوس النزيانزي وغيرهما وكان عهد قسطنطين الثالث فأمره ان يكف عن الخطابة والكتابة فأبى فأمر الفسيلفس يقطع لسانه ويده اليمنى، ثم نقاء الى لازقة ، فتوفي في المنفى في السنة ٦٦٢، وأعلن في النديين. ولا يزال الارثوذكسيون ، حتى يومنا هذا ، يرتلون : « لنمتدحن حق الامتداح مكسيموس العظيم ، عاشق الثالوث ، الذي حكم بصراحة للايمان الالهي بات يمجد المسيح بطبيعتين ومشيئتين وفعلين . ولنهتفن قائلين : السلام عليك يا كاروز الايمان . ، ويرى بعض رجال الاختصاص ان مكسيموس المعترف جمع في ٢٨٥
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/286
المظهر