الفصل الناس عشر الآداب والعلوم والفن في القرن السابع وهو اشد القرون عقماً في تاريخ الفكر البيزنطي . ولعل السبب في ذلك هولى الاخطار التي احدقت بالدولة وتتابع الحروب الطاحنة التي استنفدت جهودها فشغلت ابناءها عن العمل في حقل الفكر والفن . وافضل ما تبقى من آثار هذا القرن في التاريخ والادب شعر جاورجيوس البسيدي شماس كنيسة الحكمة الالهية في القسطنطينية . عاصر هذا الشماس هرقل ونظم في حروبه الفارسية وفي حصار القسطنطينية سنة ٦٢٦ قصائد خاصة بقيت موضع اعجاب الروم زمناً طويلا. ورجال الاختصاص يجمعون اليوم على ان جرجس البيدي افضل من نظم عند الروم في المواضيع الزمنية غير الدينية . وقد عاصر هرقل مؤرخ آخر هو يوحنا الانطاكي فكتب تاريخاً عاماً منذ آدم حتى آخر ايام فوقاس ( ٦١٠ ) . ويرى فريق ان ما ينسب اليه هو في الحقيقة نتاج قلم يوحنا ملالاس الانطاكي. على انه قول ضعيف لان ملالاس كتب بوصفه انطاكيا ينظر الى تاريخ العالم من نافذة انطاكية دون سواها. أما يوحنا الذي نحن بصدده فأنه ينظر الى الحوادث العالمية Krumbacher, K, Gesch. der Byz. Litt., 709. ٢٨٤
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/285
المظهر