انتقل إلى المحتوى

صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/245

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اواخر السنة ٦٣٥. وخرج اهل سيزر يكفرون و معهم فاذ عنوا المقلسون وكان هرقل في اثناء هذا كله يسعى بنشاط بين انطاكية والرها لتجييش قوة كبيرة يتمكن بها من صد العرب ، وانقاذ سورية الجنوبية وفلسطين والعربية . وبرغم خسارته الكبيرة في الرجال ابان الحرب الفارسية ، وبرغم قلة المال في الخزينة ، فانه حشد في خريف السنة ٦٣٥ من الروم والارمن والعرب حوالى خمسين الفاً . وأمر عليهم ثيودوروس تريتوربوس وأنقذهم في ربيع السنة ٦٣٦ الى سورية. وكان خالد آنئذ في حمص يتفقد الجبهة . فلما علم بقدوم هذا الجيش الكبير جلا عن حمص ودمشق وسائر المدن المجاورة، وجمع ما لديه من الرجال خمسة وعشرين الفاً ، وانتقى وادي اليرموق ، احد روافد الاردن الشرقية ، فصد فيه . وقام الروم من حمص عبر البقاع الى جلتين واتخذوها قاعدة لهم . وتناوش الفريقان وتناول بعضهم بعضاً في معارك صغيرة ودحاً من الزمن. وفيها خالد ينتظر وصول المدد ، كان الروم يتخاصمون فيها بينهم بدافع الجسد وقلة الانضباط، فانهزم نبودوروس في عدد من تلك المناوشات ، فنادى الجند ببانس فسيلفاً وامتنع حلفاء الروم من العرب عن القتال وانسحبوا من الميدان. فجاءت هذه الفوضى وجاء هذا الانسحاب في مصلحة العرب المسلمين . واغتنم خالد هذه الفرصة السانحة ، فقام بحركة التفاف حول الروم من الشرق فقطع خط اتصالهم بدمشق. ثم احتل الجسر فوق وادي الرقاد فجر مهم امكان التراجع غرباً . وفي النساني والعشرين من آب سنة ٦٣٦ انقض عليهم بفرسانه المجربين فقتل من قتل وشرد من شرد . البلاذري ، ص ۱۳۱ . ٢٤٤