انتقل إلى المحتوى

صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/243

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الساحل ، فجيش هرقل جيشاً كبيراً في نقطة وقعت الى جنوبي دمشق وعقد لواء هذا الجيش الى اخيه التيقلار ثيودوروس، وصعب على ثيودوروس ان يستجلي خطة خصمه في الحرب. ولعل سبب ذلك ان هذه القبائل المغيرة لم تكن لها خطة عسكرية واضحة . وتقدم ثيودوروس ببطء واتجه جنوباً للدفاع عن المدينة المقدسة ، فرابط في اجنادين بين القدس وغزة ، وخشي خالد سوء العافية على اخوانه في الجنوب ، وكان مترفعاً نبيلا ، فلم يحفيل بامكانات السلب والنهب بل أسرع إلى الجنوب عبر شرقي الاردن، وجمع الجموع في وادي عربة ، ثم دفع بها الى فلسطين المجابهة تيودوروس . وفي الثلاثين من تموز سنة ٦٣٩ نشبت معركة حامية بين الروم والعرب المسلمين في اجنادين. وكتب النصر للعرب ، فعلا الروم عن ارياف فلسطين كلها ولم يبق لهم فيها سوى مدنها المحصنة . ويستدل من العظة التي القاها صفر ونيوس بطريرك المدينة المقدسة يوم عيد الميلاد من هذه السنة أن العرب غشوا فلسطين كلها بعد اجنادين وان الفوضى عمت الارياف باسرها وانهم تقدموا شمالاً حتى حدود حمص". عمر الكبير والروم : وتوفي ابو بكر بعد أجنادين وتولى الخلافة عمر ابن الخطاب . وكانت قبائل اليمن وما يليها من الجنوب قد بدأت تسمع بانتصارات خالد وغيره فهبت تلبي النداء بمجموعها رجالاً ونساء واطفالاً . فرأى الخليفة الكبير بثاقب بصره ان لا بد من التنظيم . فوحد الطبري ، ج ۱، ص ٢٣٤٧. ولعل الاشارة هنا الى اللقب الرومي Curopalates ومناء قائد قوات القصر جميعها ، وظل هذا اللقب مستعملاً عند الروم طوال اربعة قرون من السادس حتى العاشر . الطبري ، ج ۱، ص ۲۱۲٥ - ۲۱۲۹ : « لليلتين بقينا من جمادي الاولى سنة ١٣ هـ. Becker, K., op. cit., 341-342 ٢٤٢