وعاد في اربعين يوماً . ونهض في هذه السنة نفسها خالد ابن سعيد الى بلاد الروم واوغل في بلاد الشام حتى اقترب من دمشق فانهزم وعاد الى المدينة . وبعد انتهاء حرب الردة أعد أبو بكر جيوشاً اربعة وسيرها على الشام وعقد الويتها لابي عبيدة ابن الجراح ولعمرو ابن العاص وليزيد ابن ابي سفيان ولشرحبيل ابن حسنة، وأمر أبا عبيدة ان يتجه نحو حمص وامر عمراً ان يقوم إلى فلسطين وأمر يزيد ان يصل إلى دمشق وأمر شرحبيل ان يأتي الاردن . فانتصر يزيد ابن ابي سفيان في أوائل السنة ٦٣٤ على سرجيوس بطريق فلسطين في وادي عربة المنخفض العظيم جنوبي البحر الميت . وكان حامل اللواء الاسلامي معاوية مؤسس الدولة الأموية فيما بعد . وارتد الروم على غزة فاقتتل الطرفان مرة ثانية في دائن في الرابع من شباط من السنة نفسها واندحر الروم مرة أخرى . اما الجيوش الثلاثة الأخرى فقد اوقع بها الروم ووقفوا تيار زحفها . ويرى المستشرق المستعرب كارل بكثر ان نجاح ابي بكر بحروب الردة في قلب الجزيرة العربية قد اكسبه مهابة وعظمة في نفوس عشائر بكر ابن وائل الضاربة عند حدود العراق الغازية في اطرافه وان هذه المهابة جعلت تلك العشائر تصادق من وراءها من العشائر والقبائل الاخرى كانت قد اعتنقت الاسلام. ويزيد بكثر ان المثنى ابن حارثة كبير بني شيبان الوائلي الذي اشتهر بانتصاره على الفرس في موقعة ذي قار ( ٦٠٤ او ٦٠٦ ) هو الذي استدعى خالداً ابن الوليد وجماعته الى حدود العراق المحاربة الفرس. ومن الناحية الثانية يرى بكر إن أبا بكر ومن التي الطبري ، ج ۱، ص ١٨٥١. الطبري ، ج ۱، ص ۲۰۸۴ - ۰۲۰۹۰ ٢٤٠
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/241
المظهر