ثورة السنة ٦٠٢ : تمرد الجند في خريف هذه السنة وعبروا الدانوب بامرة فوقاس احد ضباطهم واتجهوا نحو القسطنطينية . وكانت العاصمة خالية من الجند. فحشد مورينيوس متطوعة من سكان العاصمة ودفع بهم الى سود نيودوسيوس . وليته لم يفعل لان قسماً كبيراً من السكان كان قد ستم كبرياء الامبراطور واساليبه الارستقراطية . وشعر موريقيوس بهذا وخشي مالأة ابنه ثيودوسيوس ونسيبه جرمانوس للجند فأمر بالقاء القبض على جرمانوس . ولكن جرمانوس التجأ إلى كنيسة الحكمة الالهية فاضطر الامبراطور ان ينتهك حرمة هذا المعبد ليقبض فيه على خصمه . وأيد الشعب جرمانوس واخلى المتطوعة مراكزهم على السور وانحازوا الى الجماهير المتظاهرة. ففر الامبراطور بعائلته عبر البوسفور الى نيقوميذية . وفي الثالث والعشرين من تشرين الثاني سنة ٦٠٢ نادى الشيوخ والشعب بقوقاس امبراطوراً. ودخل فوقاس في اليوم التالي : ممطراً الذهب على الشعب امطاراً . . ثم وجه الى نيقوميذية بمن ذبح موريقيوس وعائلته ذجاً . ويرى لفتشنكو الاستاذ في جامعة لنينغراد أن ثورة السنة ٦٠٢ كانت في حد ذاتها نزاعاً طبقياً بين الفلاحين والصناع والجند من جهة ، وبين الذين عززتهم حكومة موريقيوس من اصحاب الاملاك الكبيرة والاموال الوافرة من جهة أخرى. ويرى الاستاذ نفسه في هذه الثورة التي عمت آسية الصغرى وسورية ولبنان ومصر ثورة اجتماعية دينية بين النصارى واليهود وبين من كان من النصارى يقول بالطبيعة الواحدة ومن كان Theophyluctus, VIII, 7-15; Krailschex, Der S'urz des Kaiser Mauricius, 1896. Levtchenko, M. V., Byzance, 116-121. ۲۰۹
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/210
المظهر