فعبروا الدانوب وغمروا البلقان غمراً مخربين محمرين ناهبين . ويرى اهل الاختصاص ان هذه الموجة الكبرى كانت اشد اثراً من أي موجة أخرى في تطور تاريخ الروم لانها أبقت في البلقان عدداً كبيراً من الصقالبة فصقلته منذ ذلك الحين . وحلت المشكلة الفارسية في السنة ٥٩١ حلا نهائياً . وعاد جيش الروم منتصراً قوياً، فتغير الموقف في البلقان تغييراً اساسياً . وشن موريقيوس على الآفار والصقالبة حرباً متواصلة عنيفة . ورغب في ان يتسلم القيادة بنفسه ، وكاد يفعل لولا تدخل الحاشية . فعهد بالأمر الى بريسقوس القائد . وكتب النجاح البريستوس فأبعد البرابرة حتى ضفة الدانوب ، ثم عبره وحاربهم في ذاقية . وعاد خاقان الآثار فدفع بمئة الف أخرى من الصقالبة عبر الدانوب ، فتدفقوا جنوباً حتى بيسالونيكية والقسطنطينية . ولم تنج الاولى منهما الا باعجوبة " . وهرع هو ريفيوس للدفاع عن العاصمة بنفسه . فجمع المتطوعة من سكانها والحق الحرس الامبراطوري ودفع بهم جميعاً إلى بهم السور الطويل . وقدر البر يسقوس ان ينتصر في بلغراد في السنة ٥٩٨ وفي طولي في السنة ٥٩٩ . فتهادن الطرفان سنة ٦٠٠ جاعلين الدانوب جداً فاصلا بينهما . ثم نشبت الحرب مجدداً في السنة ٦٠١ ورجحت كفة بريستوس فعبر الدانوب غازياً وما برح حتى وصل الى نهر النيس . وعول الامبراطور على ابقاء جنوده وراء الدانوب طوال فصل الشتاء . ولكنه فوجی بان تمرد بعضهم عليه في السنة ٦٠٢ . Menandre, 404-406. Vasiliev, A. A., Les Slaves en Grèce, Viz. Vrem., V. 1895. Acta S. Dimitril, 107-121. Theophylactus, VII, 289-298. ۲۰۸
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/209
المظهر