الحال ويرجو اتخاذ موقف واضح من اوريجانيوس ومؤلفاته . فكان من بطريرك القسطنطينية ميناس ان عقد مجمعاً محلياً بموافقة الامبراطور حكم فيه على اوريجانيوس وتعاليمه . واتفق ان كان في البلاط ثيودوروس اسكيفاس أسقف قيصرية . وكان هذا يحترم اوريجانيوس وتعاليمه ويقول بالطبيعة الواحدة ويتقرب الى ثيودورة . ومثله كان دوميتيانوس كانم اسرار الامبراطور ، فتقدم الثلاثة ثيودورة وثيوذوروس ودومينيانوس من بوستنيانوس واقنعوه بأن انضام اصحاب الطبيعة الواحدة الى الكنيسة يسهل جداً متى حرمت الفصول الثلاثة . وهذه الفصول هي مؤلفات ثيودوروس المريسوستي ورسائـل نيودوريط ضد كيرلس والرسالة المنسوبة إلى الاسقف إيبا . ورأى هؤلاء في ذلك كاه وسيلة لتجريح قرارات المجمع المسكوني الرابع ولارضاء اتباع أوريجانيوس بالحكم على من كتب ضده ولاغضاب الارثوذكسين . فوافق يوستنيانوس وأصدر في السنة ٥٤٤ تحريماً للفصول الثلاثة وطلب الى الاساقفة ان يوافقوه عليه ، وهدد المعارضين بالعزل . فلم يخضع الساقفة العرب لامر الامبراطور وجاراهم في ذلك البابا فيحيليوس . وكتب اسقف قرطاجة الى الامبراطور انه لا يجوز ايقاع الحرم بشخص بعد موته . فاستدعى يوستنيانوس البابا فيجيليوس الى القسطنطينية . فحضر اليها وانتهى بالنزول عنـد ارادة الامبراطور فأنشأ رسالته المعروفة بالجوديكاتوم Judicatum وفيها منجب الفصول الثلاثة . ولكن اساقفته انتقضوا عليه وعينوا له وقتاً للندامة , فلبث فيجيليوس في القسطنطينية ورجع عن قوله في الجوديكاتوم . ثم أصدر بوستنيانوس امراً ثانياً بشجب الفصول الثلاثة وطلب الموافقة عليه مرة اخرى . فأبي البابا فيجيليوس ودخل كنيسة واحتمى بها وربط نفسه بعمود المائدة . فسحبه ۱۸۳
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/184
المظهر